عرض المقال
عندما يرقص الجراد
2013-05-31 الجمعه
«وبنت أم أنور، بترقص باليه
بحيرة البجع،
سلام يا جدع
سلام ع الإيدين اللى بتقول كلام،
سلام ع السيقان اللى مشـدودة زى الوتر،
.. سلام ع القوام اللى مليان دلع مش حرام،
حلال، زى نور القمر
سلام ع الخطاوى اللى بتمر ع الكون تداوى،
سلام ع الغناوى،
سلام ع النسيم فى الشجر
.. وبنت أم أنور، بتضرب بساقها الفضا،
وبتشب، وتلب، وتنط نطة غضب،
ونطـة رضا،
وبتقول بلغوة إيديها: اللى فات انقضى
.. حقيقى، مضى.
كات أمك يا بنتى،
فى أزجال معلمنا بيرم عليه السلام،
ماتعرفش تركب سوارس تروح الإمام،
وتمشى.. تقع
عجبى»!!
فعلاً، عجبى يا عمنا العظيم الجميل صلاح جاهين يا من رحلت عن عالمنا قبل أن تسمع وتشاهد من يحرمون الباليه فى مجلس يقال إنه يشرع لمصر المحروسة! أحسدك يا جاهين على أنك قد عشت وكتبت وواكبت فى زمن تأسيس فريق الباليه فى منتصف الستينات بعد أن استقبل خريجى المعهد العالى للباليه الذى تأسس فى منتصف الخمسينات، كان وطناً يحترم الجمال ولا يفسر كل شىء من خلال ماكينة الشهوة التى تؤرق المكبوتين، كان وطناً يمنح رئيسه الأوسمة لراقصى الباليه وليس وطناً يصرخ نائبه امنعوا العرى والفجور، ناصر منح عبدالمنعم كامل أرفع الأنواط والأوسمة، منحه نوط الاستحقاق وهو ما زال طالباً 1966 ومنحه وسام الاستحقاق سنة 1969 بعد باليه الصمود، ولكن للأسف الزعيم رحل والفنان رحل وتركا وطناً أكلت أحلامه أسراب الجراد وطوابير الدود وللأسف الجراد لا يعرف فن الرقص والدود لا يتقنه إلا على جثث الموتى! هل يعرف مواطن مصرى أن عبدالمنعم كامل هذا الفنان الراقص الجميل هو السبب فى دهشة وإعجاب اليابانيين ومنهم راعية الثقافة فى اليابان التى شاهدته فى مسابقة شباب الباليه التى حصل فيها على المركز الأول وبعدها منحت اليابان منحة الأوبرا ومنحة مستشفى أبوالريش للأطفال!! هل يدرك الأب المصرى الإخوانى أو السلفى عندما يعالج طفله فى هذا المستشفى أن هناك فضلاً فى التواصل المصرى اليابانى لهذا الفنان راقص الباليه، من يرى فى الباليه عرياً هو من يرى فى فخذ لاعب كرة القدم إثارة فيطالب بالشورت الإسلامى، وهو من يترك مباراة التنس ليتلصص على جونلة لاعبة التنس، وهو من لا يرى فى الباليه المائى الرشاقة والجمال والفن ويرى فقط النهد والفخذ والمؤخرة والمساحات المكشوفة من المايوه!! من يرى هذا ويركز فى هذا ويختزل كل شىء فى هذا النصف الأسفل هو إنسان معقد نفسياً مكانه مستشفى الأمراض العقلية، أنا غير مستعد أن يفرض كبته وعقده وأمراضه علىّ وعلى مجتمعى باسم الورع المزيف والأخلاق المنافقة التى تباع فى سوق النخاسة والسمسرة، فن الباليه فن يقدم الجسد كطاقة إبداع وإذا كنا لا نرى الجسد إلا «شوال جنس وبرميل شهوات وبلاعة نجاسة» فنحن لا نستحق إلا جبلاية القرود نعيش فيها لنتسلق ونتنطط ويتفرج علينا السواح يحيط بنا سور ممتد معلق عليه لافتة مكتوب عليها «هنا محمية من كانوا بشراً فى يوم ما»!!